عاجل
صحافة عبرية

اغتيال محمد السنوار يغير موازين قيادة حماس ويطرح تساؤلات حول مستقبل وقف إطلاق النار

المنبر الحر – بعد تأكيد الجيش الإسرائيلي العثور على جثمان القائد العسكري محمد السنوار، الشقيق الأصغر لرئيس حركة حماس السابق يحيى السنوار، تثار تساؤلات حول مدى استمرار سيطرة الحركة على القرار داخل قطاع غزة، وتأثير ذلك على فرص التوصل إلى وقف إطلاق النار.

ووفق ما نشرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية، فإن مقتل محمد السنوار لن يغير كثيرًا في الموقف بحد ذاته، خصوصًا بعد أن عينت حركة حماس بديلاً له، كما أنها تجاوزت سابقًا مقتل عدد من قادتها. إلا أن المجلة أشارت إلى أن مقتله قد يؤدي إلى تغيير في التوازن داخل قيادة الحركة.

الاتفاق المقترح لوقف إطلاق النار، الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة وقطر ومصر، عُرض بصيغ متعددة خلال الأشهر الماضية، ويتضمن هدنة لمدة 60 يومًا تقوم خلالها حماس بإطلاق سراح نحو نصف الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل تحرير مئات الأسرى الفلسطينيين. خلال هذه الفترة، ستنسحب القوات الإسرائيلية من أجزاء من غزة وتسمح بزيادة دخول المساعدات الإنسانية، على أن تُجرى مفاوضات لاحقة للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

لكن هذه النقطة الأخيرة تمثل العقبة الرئيسية أمام إتمام الاتفاق، حيث لا تزال حركة حماس تطالب بضمانات لسلام دائم، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وفق المجلة، قد يؤثر مقتل السنوار، الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، على موقف حماس جزئيًا، لأنه غيّر ديناميكيات القيادة داخل الحركة.

القائد الجديد لحركة حماس في غزة هو عز الدين الحداد، قائد الشمال، وهو من أقدم قادة الحركة في القطاع. كُلف الحداد بإخفاء وتأمين العديد من الرهائن الإسرائيليين الذين أُسروا في 7 أكتوبر، ويُعتقد أنه لا يزال يتحكم في مصيرهم.

ويتولى الحداد الآن مهمة التنسيق مع قادة حماس خارج غزة، ما يمثل أول تجربة له في السياسة الأوسع للحركة.

تشير “إيكونوميست” إلى أنه تحت قيادة الأخوين السنوار هيمن فرع غزة من الحركة على القرار، لكن مقتلهما أعاد النفوذ إلى قادة حماس في الخارج، في مدن مثل الدوحة وبيروت وإسطنبول.

حركة حماس لم تعيّن بديلًا ليحيى السنوار كقائد عام، وإنما تُدار الآن بواسطة أربعة رجال هم: خالد مشعل، الرئيس السابق للحركة؛ وزاهر جبارين، ممثل حركة حماس في الضفة الغربية والمشرف على الشؤون المالية؛ ومحمد درويش، فلسطيني من أصل لبناني وأشار إلى إمكانية قبول الحركة بالتخلي عن السلطة في غزة في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية؛ وخليل الحيّة، نائب سابق ليحيى السنوار والغزي الوحيد ضمن هذه الرباعية، ويقيم في قطر حيث يسعى للحصول على ضمانات لاستمرار وجود حماس في غزة بعد أي وقف لإطلاق النار، إلا أنه يبدو معزولًا بشكل متزايد.

من المتوقع أن يدعم الثلاثة الآخرون اتفاقًا يتخلى بموجبه حماس عن حكم غزة بعد الحرب، مع الحفاظ على مكانتها في العالم العربي، ما قد يسهل التوصل إلى وقف إطلاق نار.

تشير هذه التحولات إلى احتمال قبول حماس بشروط تنهي حكمها في غزة رسميًا، تشمل نزع السلاح ونفي بعض قادتها ومقاتليها المتبقين.

على الجانب الآخر، هددت الأحزاب اليمينية المتطرفة في ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي تسعى لاحتلال غزة بشكل دائم وإعادة توطينها، بإسقاط الحكومة في حال إنهاء الحرب.

لكن مسؤولين كبارًا في الحكومة الإسرائيلية أبدوا مؤخرًا اعتقادهم بأن الظروف باتت مواتية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم.

يأتي هذا في ظل تراجع نفوذ حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف، وازدياد احتمالية إجراء انتخابات، حيث يعتقد كثيرون في إسرائيل أن نتنياهو يفضل إجراء الانتخابات بعد تحقيق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!