
المنبر الحر – يُحيي الأردنيون في العاشر من حزيران يوم الجيش وذكرى الثورة العربية الكبرى، في مناسبة وطنية عزيزة يستحضر فيها أبناء الوطن، ومعهم نشامى القوات المسلحة، محطات الفخر والعزة التي شكلت أساس النهضة الأردنية، ومصدر الإلهام للمضي قُدمًا في مسيرة العمل والبناء.
ويُعدّ هذا اليوم محطة خالدة في وجدان الأردنيين، يحمل رمزية تاريخية ترتبط بالثورة العربية الكبرى التي شكّلت انطلاقة الفكر القومي العربي، بقيادة الهاشميين، لتكون الأساس الذي توحدت عليه الأمة، ورسالة حملها الجيش العربي المصطفوي كإرث مجيد وركيزة رئيسية في بناء الدولة الأردنية الحديثة.
يقف الوطن اليوم بكل فخر وإجلال أمام تضحيات الجيش العربي، الذي جسّد أسمى معاني الشرف والبطولة، وخلّد صفحات من المجد في ميادين الواجب، ليبقى شامخًا بإنجازاته، حاضرًا في وجدان الأردنيين، ومصدر ثقة ومحبة أينما حلّ.
لقد سطّر نشامى الجيش فصولًا من البطولة، وسُطرت قصصهم بمداد الدم الزكي، دفاعًا عن الأرض والعِرض، وحُفرت تضحياتهم في ذاكرة الوطن، بدءًا من معارك فلسطين عام 1948، وصولًا إلى النصر الكبير في معركة الكرامة، حين حطّموا أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”، ومرورًا بمشاركتهم المشرّفة إلى جانب الدول الشقيقة في الدفاع عن القضايا العادلة.
ويُعدّ الجيش العربي أحد الأعمدة الأساسية التي ارتكزت عليها الدولة الأردنية، إذ حظي منذ تأسيس الإمارة باهتمام القيادة الهاشمية، بدءًا من جلالة الملك المؤسس عبدالله بن الحسين، ومرورًا بجلالة الملك طلال، وجلالة الملك الحسين بن طلال، وصولًا إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي أولى الجيش كل الدعم والرعاية لتطويره وتأهيله في مختلف المجالات.
وفي عهد جلالته، شهدت القوات المسلحة تطورات كبيرة على صعيد الهيكلة والتسليح والإعداد، وتم تزويدها بأحدث المنظومات الدفاعية والتقنيات الحديثة، لتبقى قادرة على مواكبة التحديات الإقليمية والدولية، ولتؤدي أدوارها الدفاعية والإنسانية بكفاءة واحتراف.
وتضمنت عملية التطوير تحديث قدرات قوات حرس الحدود، وتوسيع منظومات المراقبة الإلكترونية، وتزويدها بكاميرات وطائرات مسيرة ورادارات وأنظمة للتداخل الإلكتروني، مما عزز من قدرتها على كشف التهديدات ومواجهة التحديات الأمنية.
كما لعبت القوات المسلحة دورًا محوريًا في التنمية الوطنية، عبر إدارة المشاريع الزراعية وإنشاء الأسواق العسكرية والمساهمة في الأمن الغذائي، فضلًا عن توسع شبكة المدارس العسكرية إلى 55 مدرسة، واستفادة أكثر من 100 ألف طالب من المكرمة الملكية.
وفي المجال الطبي، أصبحت الخدمات الطبية الملكية نموذجًا يحتذى به على المستوى العربي والدولي، وامتدت لتصل إلى مناطق الكوارث من خلال المستشفيات الميدانية، التي أُرسلت إلى 25 دولة، بينها مستشفيات في غزة ونابلس ورام الله وجنين، حيث شكّلت ركيزة للعمل الإنساني والإغاثي.
وفي سياق الحرب على غزة، نفذت القوات المسلحة الأردنية والهيئة الخيرية الهاشمية واحدة من أكبر عمليات الإغاثة اللوجستية، من خلال آلاف الشاحنات ومئات الطائرات التي حملت مساعدات إنسانية، خففت من معاناة الأشقاء في القطاع.
وفي هذه المناسبة العزيزة، يرفع الأردنيون رؤوسهم فخرًا بمنتسبي الجيش العربي، هذا الجيش الذي يشكل موضع اعتزاز وثقة جلالة الملك عبدالله الثاني، ورمزًا لصون الاستقلال وحماية الوطن. ويبقى الجيش العربي سور الوطن المنيع، وسيفه الذي لا ينكسر، ودرعه الحصين في مواجهة التحديات.