عاجل
سوريا

عشرات الآلاف من المعتقلين قضوا في سجون النظام البائد.. المختفين قسراً في السجون الأسد (تقرير خاص)

المنبر الحر – دمشق | جود دقماق

حصل المرصد السوري لحقوق الإنسان على وثائق جديدة تثبت استشهاد 700 معتقلاً في سجون النظام السابق، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي، هذا بالإضافة للعديد من القوائم التي تم رصدها والتي تضم آلاف المعتقلين الذين قتلوا تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي، أو حتى الإعدام.

ودعا المرصد السوري المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمساعدة فرق الإنقاذ في البحث عن مقابر جماعية ومعتقلات سرية، والمساهمة في تحديد مصير المختفين قسرياً والمغيبين، مشدداً على ضرورة تشكيل محاكمات عادلة لمعاقبة المسؤولين عن هذه الجرائم من ضباط وعناصر النظام السابق، وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.

وأعدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مؤخراً، قائمة تضم أسماء نحو 16 ألفا و200 شخص من قوات النظام المخلوع، وأجهزة الأمن وقوات رديفة تضم مليشيات، ارتكبوا جرائم بحق السوريين، وأفادت في بيان صدر عنها أنها وثَّقت هذه الانتهاكات بشكل يومي وأرست قاعدة بيانات شاملة تضم ملايين الحوادث الموثَّقة، كما عملت على تحديد الأفراد المتورطين في تلك الجرائم، وتمكنت من جمع القائمة.

وأكدت الشبكة أهمية تركيز الجهود القانونية والقضائية على القيادات العليا، من الصفين الأول والثاني في الجيش وأجهزة الأمن، المسؤولون الرئيسون الذين وضعوا خطط الانتهاكات وأشرفوا على تنفيذها بشكل مباشر”، منوّهةً بضرورة ضمان فتح المجال أمام الضحايا كافة لرفع دعاوى قضائية ضد المسؤولين المباشرين عن معاناتهم، بغض النظر عن رتبهم أو مناصبهم، سواء كانوا منفذين مباشرين أو مشرفين.

ووفقاً للإحصائيات ارتفع عدد الذين استشهدوا في سجون النظام منذ انطلاق الثورة السورية، إلى أكثر من 66475 مدني، ممن وثقهم “المرصد السوري” بالأسماء، وهم: 66058 رجلاً وشاباً و349 طفلاً دون سن الثامنة عشر و68 مواطنة منذ انطلاقة الثورة السورية، وذلك من أصل أكثر من 105 آلاف فارقوا الحياة واستشهدوا في المعتقلات، من ضمنهم أكثر من 83% جرى تصفيتهم وقتلهم ومفارقتهم للحياة داخل هذه المعتقلات في الفترة الواقعة ما بين شهر آيار/مايو 2013 وشهر تشرين الأول/أكتوبر من العام 2015.

وأكدت المصادر أن ما يزيد عن 30 ألف معتقل منهم قتلوا في سجن صيدنايا “سيء الصيت”، فيما كانت النسبة الثانية الغالبة هي في إدارة المخابرات الجوية.

المرصد السوري لحقوق الإنسان منظمة حقوقية حيادية ومستقلة مقرها المملكة المتحدة، تأسست عام 2006، وقد تطور المرصد منذ نشأته إلى شبكة مكونة من مئات النشطاء الذين يسعون إلى الدفاع عن حقوق الإنسان في سوريا، ويعمل المرصد على مراقبة وتوثيق ونشر التطورات اليومية داخل سوريا من أجل تقديم رؤية موضوعية للوضع داخل البلاد، وتتمثل مهمة المرصد السوري لحقوق الإنسان في إبراز الحقيقة من أجل دعم العدالة والمساواة والحرية في سوريا.

واعتبرت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش، أن معرفة مصير المختفين قسرياً في سوريا يمثل “تحدياً كبيراً” بعد أكثر من 13 عاماً من النزاع المدمر، مشيرةً إلى أن الأمر قد يتطلب سنوات.

وقالت “سبولياريتش”: “إنّ الكشف عن هويات المختفين وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم يمثل تحدياً كبيراً، وسيتطلب وقتاً لفهم حجم المهمة المطروحة أمامنا، وما يمكنني قوله حالياً هو أن المهمة ضخمة”، وفقاً لوكالة “فرانس برس”.

وأشارت “سبولياريتش” إلى أنّ الجهود ستحتاج إلى سنوات لتحقيق الوضوح وتوفير إجابات لكل الأطراف المعنية، مع الإقرار بأن هناك حالات قد تبقى دون تحديد هوية أبداً.

ويُعد مصير عشرات الآلاف من المفقودين والمعتقلين في سوريا، والمقابر الجماعية التي استخدمها النظام البائد لدفن ضحايا التعذيب، أحد أبرز مظاهر الأزمة السورية التي خلفت أكثر من نصف مليون قتيل منذ عام 2011.

وأُفرج عن الآلاف من السجون بعد الإطاحة بحكم الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من كانون الأول، لكن العديد من السوريين ما زالوا يبحثون عن إجابات حول مصير أحبائهم.

وأكدت “سبولياريتش” أن منظمتها تعمل حالياً “مع السلطات، والمؤسسات الوطنية المختلفة، والمنظمات غير الحكومية، وبالأخص جمعية الهلال الأحمر، لبناء آليات تتيح رسم صورة أوضح”، مضيفةً: “إن الجهود تتطلب تعاوناً وثيقاً بين الجهات المحلية والدولية لضمان حصول العائلات على إجابات دقيقة بشأن ذويهم”، مشددةً على أن هذا العمل قد يستغرق سنوات بسبب تعقيد القضية واتساع نطاقها.

وكان رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني” قد ذكر أن عدد المعتقلين والمختفين قسراً في سوريا وصل إلى 112 ألف و414 شخصاً، مشدداً على أهمية الكشف عن مصيرهم.

وأضاف “عبد الغني”: “إن النظام السوري البائد كان يقتل المعتقلين المختفين قسراً ويوثق وفاتهم في السجلات المدنية من دون إخبار ذويهم، مما يزيد من معاناة الأسر”، وفقاً لوكالة “الأناضول”.

وأكد “عبد الغني” أن الشبكة توصلت إلى أن 24 ألف و200 شخص أُفرج عنهم من مراكز احتجاز النظام بعد سقوط نظام الأسد “الفار” خلال شهر كانون الأول الماضي.

ويبقى الأمل معقوداً على استمرار الجهود الإنسانية والدولية للكشف عن مصير المفقودين، وتحقيق العدالة وجبر الضرر لعائلاتهم، في خطوة نحو طي صفحة من الألم والمعاناة التي خلفتها سنوات حرب النظام البائد على شعبه.

_____________________   

www.almenberalhor.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: المحتوى محمي !!